• المحكمة: وضع مقارنة بممارسة طقوس «محرم» دون مساس
• حديثه ضمن حرية الرأي وآراء ضاربة في عمق التاريخ الإسلامي
• لم يمس بالطائفة والدستور يحظر محاكمة أصحاب الفكر والتعبير
• العنزي: لا دليل على اتجاه موكلي لمخالفة قانون الوحدة الوطنية
أيدت الدائرة الجزائية الثالثة في محكمة الاستئناف حكم محكمة الجنايات القاضي ببراءة أستاذ العقيدة والدعوة في جامعة الكويت د. بسام الشطي من تهم تتعلق بالإساءة إلى المذهب الشيعي والدين اليهودي عبر كتابة عبارات بحسابه في موقع التدوين الاجتماعي «تويتر».
اتهامات النيابة
وأحيل الشطي إلى المحاكمة بعدما أسندت النيابة إليه أنه في 9 سبتمبر 2019 بدائرة اختصاص مباحث الجرائم الإلكترونية، أساء عمدا استعمال وسيلة من وسائل الاتصالات، وحض على ازدراء فئة من فئات المجتمع الكويتي المنتمين إلى المذهب الشيعي لإثارة الفتنة الطائفية بأن نشر ألفاظا داعية لتفوق مذهب ديني على الآخر باستخدام حسابه في موقع «تويتر».
كما أسندت النيابة إلى الشطي أنه أذاع علنا عبر الشبكة المعلوماتية آراء تتضمن تحقيرا للمذهب الشيعي عن طريق الطعن بعقائده وشعائره وطقوسه باستخدام حسابه سالف البيان، ونشر عن طريق حسابه عبارات من شأنها الحض على ازدراء فئة من فئات المجتمع الكويتي المنتمين إلى المذهب الشيعي والتحريض على مخالفة النظام العام ومخالفة القوانين.
تحريات المباحث
وذكرت تحريات المباحث أن الشطي قام بنشر عبارات من شأنها المساس بالوحدة الوطنية وازدراء المذهب الشيعي والدين اليهودي في العاشر من محرم، حيث نشر عبارة: «في عاشوراء.. اليهود يرقصون ويفرحون بضالتهم حتى الثمالة فتخر قواهم، والشعبوية يبكون ويلطمون ويعذبون أجسادهم فتسيل دماؤهم، أما أهل السنة فيصومون فيستغفرون فيغفر لهم فالحمد لله على نعمة الهداية والاستقامة».
أقوال المتهم
وأنكر الشطي خلال التحقيقات معه ما أسند إليه من اتهامات، وأكد أنه لم يقصد الإساءة إلى الطائفة الشيعة أو الديانة اليهودية، مبينا أنه كان يقصد وضع مقارنة بممارسة الطقوس التي تحدث في يوم عاشوراء بين أهل السنة والديانة اليهودية والشعبوية وهي فرقة ظهرت في زمن الدولة العباسية الثانية في الشام وليس لها وجود في دولة الكويت ومن عقيدتها تعذيب النفس يوم العاشر من محرم تقربا إلى الله.
حيثيات الحكم
وذكرت هيئة المحكمة في حيثيات حكمها أن البين مما أوردته أوراق الدعوى وبحث مفردات الكتابة الثابتة في حساب المتهم، أنه لم يتطرق للإساءة إلى أي دين أو طائفة أو مذهب أو السخرية منها وتحقيرها أو الحض على كراهيتها وازدرائها.
وأشارت المحكمة إلى أن المتهم وضع مقارنة بممارسة الطقوس الدينية حال مصادفة يوم العاشر من محرم من وجهة نظره، ضمن آراء ضاربة في عمق التاريخ الإسلامي يتفق أو يختلف بشأنها الفقهاء ولا تزال قيد البحث والدراسة وتدور في فلك حرية الرأي والفكر.
وأضافت: تبعا للدستور الكويتي لا يجوز محاكمة الفكر والتعبير لاسيما وأن المتهم لم يعين أي فرد باسمه ولم يتناول في حديثه أيا من الكويتيين بشكل عام أو أبناء الطائفة الشيعية في البلاد، ولم تستشعر المحكمة أن إرادته اتجهت إلى إثارة مشاعر الكراهية تجاه أفراد تلك الطائفة أو الطعن بعقيدتهم أو مذهبهم الديني أو تعييب تصرفاتهم ومعتقداتهم.
دفاع المتهم
وتعليقا على الحكم، قال وكيل الشطي، المحامي د. ناهس العنزي إن موكله تمسك بإنكار ما أسند إليه من اتهامات منذ فجر التحقيقات، وأنه لم يقصد الإساءة إلى أي مذهب، مشددا على عدم توافر القصد الجنائي أو عناصر التجريم بحقه، ما يعني أن الأفعال المسندة إليه بمنأى عن العقاب وتخرج عن نطاق التأثيم.
وأشار العنزي إلى أن الأوراق خلت مما يثبت أن موكله قد اتجه بإرادته إلى مخالفة نواهي قانون الوحدة الوطنية، مبينا أنه لم يتبين للمحكمة قصد الازدراء في نفسه أو المساس بعقيدة وطقوس المذهب الشيعي على وجه العموم وعلى النحو السالف بيانه.
وأوضح أن حديث موكله جاء خلوا من الحض على كراهية أو ازدراء المذهب الشيعي، مبينا أنه لم يتعرض لتلك الفئة ولم ينطق بما يؤدي إلى المساس بكرامتها أو المساس بعقيدتها الدينية ولم يحض على كراهيتها، فضلا عن أنه لم يدل بما يؤدي إلى إثارة الفتن في البلاد.


