لا طبنا و لا غدا الشر

لا طبنا و لا غدا الشر

سئمت وأنا أكتب وأقول منذ سنة 2008 بأن متطلبات المجتمع الدولي الرياضي لرفع الإيقاف عن الرياضة الكويت ليست مستحيلة أو صعبة، فكل ما طلبوه هو تحويل الأندية الرياضية إلى كيانات تجارية، واعتبار الرياضة مهنة أو حرفة شريفة، ومكافحة ومحاربة المنشطات وتجريمها قانونا، وعدم تدخل الدولة في الشؤون الرياضية، بالإضافة إلى بعض الشروط العادية التي يمكن توفيرها دون صعوبة.

وسبق أن بينت في بحث قدمته إلى المعنيين والقائمين على شؤون الرياضة في الكويت القصور في التشريعات الرياضية القائمة، وتحدثت عن تعديلها بما يتناسب ويتطابق مع مبادئ اللجنة الأولمبية الدولية ولوائح الاتحادات الرياضية الدولية لمختلف الرياضات، ولكن لم يكن هناك من يرغب أن يقرأ أو يسمع بل قد يكون هناك من قرأ وسمع ولكنه لا يريد للوضع الرياضي أن يتغير ويتعدل لأن في هذا الوضع الخاطئ له مصلحة وفائدة.

ولا أعلم إلى متى سيظل التخبط الحكومي ويستمر، فالحكومة إما لا تعلم ما هو الحل وتلك مصيبة وإما أنها تعرض ولا تريد الحل وهذه مصيبة أعظم، وأنا على يقين أن أصحاب الشأن في الحكومة ومجلس الأمة يعلمون ما هو المطلوب لكي يتفادوا الرفع والإيقاف ولكنهم لا يريدون فعله.

ومن المستحيل أن طاقم المستشارين الكبير الذي تستعين به الدولة لا يعرف ما هو الحل وما هو المطلوب، وهذه المرة لن أطيل أكثر مما قلته سابقا وأقولها كما قلتها من قبل.

إن قرار الدولة بحل اللجنة الأولمبية الكويتية والاتحاد الكويتي لكرة القدم قرار خاطئ خاطئ، فالمجتمع الدولي الرياضي يمنع ويجرم الدولة من التدخل في الشأن الرياضي وقرار الدولة باطل وخاطئ في هذا الشأن.

ولعلكم تتذكرون فقد سبق أن أصدرت الدولة قرارا مماثلا بحل اتحاد الكرة فلجأ رئيسه آنذاك الشيخ طلال الفهد إلى محكمة كاس الرياضية بالاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» فأصدرت قرارا برده وعودته إلى الاتحاد.

واليوم من المؤكد أن طلال الفهد سيلجأ إلى ذات المحكمة ومن المؤكد أنها ستصدر قرارا ببطلان قرار الدولة بحل الاتحاد وبعودة طلال الفهد رئيسا له ومن المؤكد أيضا أن الفيفا ستؤكد فيما بعد على قرار الإيقاف الدولي.

ويكفي اليوم أن الاتحاد الأسيوي لكرة القدم قد أصدر قرارا بعدم الاعتراف باتحاد الكرة الجديد «المعين» وبأن الممثل الشرعي الوحيد للاتحاد الكويتي لكرة القدم هو طلال الفهد وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد المنحل، وحذر وأنذر اتحادات كرة القدم الآسيوية من التعامل مع الاتحاد الجديد المعين.

وأظن بل أنه من المؤكد إذا ظلت الأمور على ما هي عليه فإن الفيفا سيصدر قرارا بشطب دولة الكويت من عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم ولن يكن لنا هناك أي أمل بعدها للمشاركة بأية مباراة دولية.

من العيب والمعيب جدا أن لا تعلم الحكومة ومجلس الأمة وطاقم المستشارين الكبير كيفية الخروج من الأزمة الرياضية القائمة وإعادة شبابنا الرياضي للمشاركة في المحافل الدولية والأولمبية.

يا حكومة إنك تقدمين خدمة كبيرة لمن يرغبون بهدم الرياضة في الكويت وتحطيم الرياضيين فيها، فقرار حل اللجنة الأولمبية والاتحاد الكويتي لكرة القدم سيؤكد أحقية طلال الفهد برئاسة اللجنة الأولمبية واتحاد الكرة وسيؤكد على تدخل الدولة في الشأن الرياضي ومن ثم استمرار إيقاف النشاط الدولي لرياضة الكويت ورياضييها.

يا سادة الحل أماكم وبيدكم، واستمرار الإيقاف إختياركم.

                                                               بقلم/ المحامي إبراهيم الكندري

المحامي إبراهيم الكندري
المحامي إبراهيم الكندري

 

أرسل الخبر أو إطبعه عبر أحد هذه الخيارات:

اقرأ أيضا

سرقة الخرفى

سرقة الخرفى باتت فئة كبار السن ومرضى الاضطراب العصبي المعرفي وغيرها من أمراض الخرف، عرضة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *