الذكاء الاصطناعي ومستقبل الكويت الواعد

الذكاء الاصطناعي ومستقبل الكويت الواعد

سيكون مستقبل الكويت واعدا مع التحول الى الذكاء الاصطناعي واستثماره بتعيين الموظفين الأكفاء، وتدوير إعادة تعيين وتأهيل، ونقل أو فصل الذين لا يحققون الأهداف الموضوعة لهم من الإدارات والأقسام، إضافة إلى أداء مهام أكثر تعقيدا، مثل الرد على استفسارات الموظفين المتعلقة بالموارد البشرية كالتقييمات الوظيفية، وآليات زيادة الرواتب، والمكافآت بأنواعها ومستوياتها، وإدارة وانتقاء البرامج التي تسهم في تطوير أداء الموظفين وإدارة سجلاتهم الوظيفية، وغيرها.

وكدليل على تزايد اهتمام أقسام الموارد البشرية بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، كشفت شركة الأبحاث IDC، في دراسة لها حول مستقبل الأعمال، أن 60% من الشركات العالمية ستعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لدعم أعمالها والارتقاء بأداء الموظفين ورضاهم.

وأوضحت 80% من المؤسسات الدولية بأنها ستستخدم بحلول عام 2024 مديرين متخصصين لأقسام الموارد البشرية ومدعومين بخبرة في ميدان الذكاء الاصطناعي لتطبيق معرفتهم في أعمال التوظيف والتقييم والتطوير المتصلة بالموظفين.

ومن بين استخدامات فرق الموارد البشرية التي تمكنها من الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي اكتشاف المواهب، حيث أن اكتشافها مبكرا وتنميتها يعد من أهم وسائل تحقيق التقدم والارتقاء لأي مجتمع، كما أن إيجاد البيئة التربوية الجيدة يتيح للموهوبين إبراز قدراتهم وتنمية إمكاناتهم وإظهار مواهبهم عبر برامج إثرائية تحرص الوزارة ومراكز الموهبة عليها، بما يلبي حاجات الموهوبين التعليمية والشخصية والاجتماعية وحاجات تحقيق الذات وغيرها لفئة المبتكرين لأهمية الابتكار وريادة الأعمال كإحدى الركائز الأساسية لإستراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ووفقا لنظرتي في هذا المجال، ستصبح رؤية مستقبل الكويت الواعد من خلال الاستثمار في العقول البشرية، وبناء قدراتها الإبداعية والتحفيز على الابتكار ونشر ثقافته ودعم البحث العلمي وربطه بالتعليم والتنمية وسوق العمل.

ومن المزايا أيضا تقليل زمن تعيين موظفين جدد عبر أتمتة المهام اليدوية، وصقل استراتيجيات التواصل الأكثر نجاحا.

ويمكن أيضا الاستفادة من روبوت الدردشة «تشات جي بي تي»، في توليد أسئلة مقابلات التوظيف وفق المناصب المرغوب شغلها، واكتشاف نقاط الضعف لدى المرشحين، والرد على الأسئلة غير المتوقعة من جانبهم، بحيث يتم تسكين كل موظف في مكانه الذي يتلاءم مع قدراته دون مجاملات.

وبعد اختيار الموظفين المناسبين، تستطيع برامج الذكاء الاصطناعي التحقق من مستنداتهم ومؤهلاتهم الدراسية والمهنية، وإجراء جولة تعريفية بالمؤسسة وقوانينها لاحقا، الأمر الذي يترك انطباعا إيجابيا بشأن تحقيق التكافؤ المهني للمؤسسة.

ولتسهيل عملية اندماج الموظف في مختلف قطاعات الدولة، تستطيع برامج الذكاء الاصطناعي تخصيص عملية الإعداد من خلال تحليل البيانات الخاصة بكل موظف، مثل مهاراتهم وتفضيلاتهم، وتصميم تدريبات لهم وفقا لذلك.

وبمقدور تطبيقات الذكاء الاصطناعي تقييم أداء الموظفين وسلوكهم ومشاركتهم، وتزويد المسؤولين في الموارد البشرية بإشعارات وتنبيهات عند اكتشاف أي انتهاك لسياسة المؤسسة والإخلال بالنظام العام والعمل، فضلا عن تحليل أنماط العمل ورسائل البريد الإلكتروني، وهو ما يساعد الإدارة على معالجة أية مشكلات قبل تعاظمها، وتحسين سير العمل بتقييم البيانات المرتبطة بوقت إنجاز مهام محددة.

ويتيح الذكاء الاصطناعي أتمتة المهام المتكررة والمستهلكة للوقت، ليركز متخصصو الموارد البشرية على بناء الاستراتيجيات والتخطيط بأنواعه ومستوياته ووضع الخطط البديلة والطارئة.

وينطوي استخدام الذكاء الاصطناعي في تقييم المواهب على بعض المخاطر، فقد لا تعكس نماذج الاختبارات والبيانات الصورة الحقيقية للموهبة والإبداع.

ولا شك في أن للذكاء الاصطناعي تأثيرا كبيرا على الموارد البشرية، من أتمتة المهام الروتينية إلى تقديم رؤى مدعومة بالبيانات لاتخاذ قرارات أكثر موضوعية، وتعزيز كيفية جذب المواهب والمبتكرين للمؤسسات وتطويرها والاحتفاظ بها، إلا أنه من المهم لمحترفي الموارد البشرية أن يدركوا بأن الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن يحل محل اللمسة الإنسانية في الموارد البشرية.

وعليه، يجب أن تكون الإدارات قادرة على الموازنة بين التكنولوجيا والمشاركة البشرية لتحقيق أكبر الفوائد، إذ لا يمكن للذكاء الاصطناعي بمفرده إعطاء الصورة الكاملة للوضع، وبالتالي يجب على متخصصي الموارد البشرية البحث بشكل أعمق في الأسباب الكامنة وراء البيانات لفهم النتائج وتفسيرها بشكل صحيح، والاستعانة بالخبرة العملية لاتخاذ القرارات الصحيحة، وهذا يعني أن ثورة الذكاء الاصطناعي لا تغني عن أداء العنصر البشري لمهامه، ولكنها ستقلل من الهدر بالإنفاق الحكومي بما فيه من توظيف وتسكين الشواغر من موظفين ومناصب قيادية وفق أسس علمية ومعايير مهنية عالمية عالية الجودة لا تتدخل بها آراء شخصية لتنال الكفاءات موقعها الصحيح، كما ينبئنا الذكاء الاصطناعي بموعد تقريبي لاستقالة الموظفين، ما يسهم في نجاح إدارة شؤون الموظفين في قطاعات الدولة.

وخلاصة القول والهدف من مقالنا تفعيل برامج الذكاء الاصطناعي في إدارات الدولة بعد التخطيط الدقيق المسبق وحصر أسماء المختصين والباحثين وأصحاب الخبرة والاتفاق على ما سيتم تفعيله أو استبعاده هو تنفيذ لبرنامج عمل الحكومة في الفصل التشريعي السابع عشر 2023-2024 الذي يهدف الى رفع إنتاجية موظفي الدولة بما يوائم سياسة الدولة وتقدمها.

بقلم/ مزنة السلطان – استشارية مهنية وتربوية

 

أرسل الخبر أو إطبعه عبر أحد هذه الخيارات:

اقرأ أيضا

سرقة الخرفى

سرقة الخرفى باتت فئة كبار السن ومرضى الاضطراب العصبي المعرفي وغيرها من أمراض الخرف، عرضة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *